اهات فلسطين Admin
عدد الرسائل : 38 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 27/02/2008
| موضوع: انصر نبيك السبت أبريل 12, 2008 5:14 pm | |
| إنه عيد الحب الآن.. الآن يا رسول الله
إني أحبك يا رسول الله".. فاض بها قلب الفاروق عمر ذات مرة فأطلقها لسانه للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فإذا رسول الله يأخذ بيدي الفاروق ليعلمه كيف عليه وعلى كل مؤمن يأتي من بعده أن يحبه صلى الله عليه ويسلم، فيسأله إن كان هذا الحب يفوق أهله وأولاده؟ أيفوق حبه لماله؟ أيفوق حبه لوالديه؟
وتكون إجابة الفاروق قوية.. حازمة.. قاطعة.. "نعم"، إلى أن يسأله صلى الله عليه وسلم "أهو أحب إليه من نفسه؟" فيتألق صدق ابن الخطاب.. فنعم هذه المرة لا تملأ كيانه، ولا تستلب كل ذرة في وجدانه.. ومن ثم فلا يحق له أن ينطق بها لسانه.. ويعود إلى نفسه أيامًا يرودها ويربيها على هذا المستوى من حب رسول الله قبل أن يعود إليه قائلاً: "الآن يا رسول الله".. فيبتسم المصطفى مجيباً: "الآن يا عمر".. إنه صدق الحب.. الذي وإن ترعرع أمامنا على يد عمر فإنه ولد على يد الصديق أبي بكر، الذي أسمع الدنيا أجمل ترانيم الحب.. فهو العازف الأول في سيمفونية الهجرة بعد مايسترو الحب محمد، صلى الله عليه وسلم. ]إنه أبو بكر.. يهاجر تاركاً خلفه بناته وصغاره بين يدي طغاة قريش دون مال أو حماية سوى يقينه بأنه ترك لهم الله ورسوله.. ويمضي على درب الهجرة بين مكة التي أخرجتهم بدموع الفراق، وقد استبد القلق بها؛ إذ ترى الفخاخ التي نصبها لهم مطاردو قريش، والمدينة التي تنتظرهم بأكاليل الشوق ولهفة الأرض الجدباء إلى تَنَزُّلِ الغيث لتؤرخ لبداية دولة النور.. دولة الإسلام. إنه أبو بكر.. المنشد الأول في قافلة الحب.. الذي برغم يقينه بأن الله يعصم نبيه من الناس فإنه لم يملك سوى أن يدور حوله -صلى الله عليه وسلم- من كل جانب حتى إذا أتى سهم غادر أصاب أبا بكر وأخطأ النبيَّ، فيفتديه بروحه ونفسه، فإن لم يأت السهم فلربما كانت بين جنبات الغار أفعى رابضة في الظلام تنتظر دفء جسد نابض بالحياة لتسلبه إياها.. فليكن إذن جسد أبي بكر لا جسد النبي -صلى الله عليه وسلم-.. حتى آهة الألم من إثر لدغة تنتزع الحياة لا يصح أن يطلقها فتؤرق النبيَّ الذي أسند رأسه إلى حجر الصديق وأخلد للنوم.. فإن حياة أبي بكر قاطبة لا توازي لحظة غفوة تتبدد من عين رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.. ولكن الحب الذي جمع بين قلبيهما لا يحتاج إلى أدوات كالكلمات والأصوات والإيماءات ليستشعر كل منهما بنبض الآخر، وكأنما قلب كل منهما يخفق بين جوانح صاحبه، فيستيقظ الحبيب ليجد دموع الأمل تكابد جاهدة لتتحرر من قيد الجفون، وتسيل على وجنة الصديق، ولكن أنّى لها ذلك أمام إرادة الحب الفولاذية، فيدرك المصطفى ما أصاب صاحبه فيمسح على مكان اللدغة، ويدعو له فيتبخر الألم كأنما لم يوجد من قبل. إنه حب أغلى من الحياة.. فمتى تقول أنت كما قال عمر؟ ".. نعم.. الآن.. الآن يا رسول الله | |
|