وأخيرا تنازلت سيدتي "العجوزة" عن قضاء رمضان في أم الدنيا!
وكنت أعتقد أنها تنازلت اقتناعا بعدما أحضرتُ لها العديد من التقارير التي
"تثبت" وجهة نظري في أن الأمور – هناك – لن تكون، "طحينيا"، أفضل مما هي
عليه عندنا؛ لكنها لفتت نظري إلى خبر في الصفحة الأولى من جريدة
روز اليوسف (
عدد 549، 16/5/2007) – آملتً أن يكون السبب الرئيسي في تغيير رأيها:
"
تفاصيل قرار إحالة المتهمين في قضية
القمح المسرطن إلى الجنايات ... المتهمون أهدروا 4 ملايين جنيه بخلط القمح
المستورد بالمحلي وسوء التخزين:التحقيقات ... كشفت عن قيام المتهم الأول ... باختلاس كمية ... من شهر
مايو حتى يوليو من العام قبل الماضي (2005)... بنية التملك 422 طنا من
القمح المحلي ..."
فيكون، بذلك، خوفها بأن تكون "لقيماتنا" من قمح مختلس؛ ولا يُكْتَشفُ
"اختلاسه" وخلطه بقمح فاسد إلا بعد سنتين بالتمام والكمال، فيكون الفأس قد
وقع في الرأس، فتكون قد فازت بقيادة زوجها، العبد الفقير لله، إلى لقيمات
مسرطنة.
وبينما أنا أعمّق من نرجسيتي، وأصلح ابتسامتي الصفراء التي ارتسمت نشوة من
قدرتي المفترضة على الإقناع، وهي تكمل قراءتها لذلك العدد من "روز
اليوسف"، فإذا بها تأمرني في لهجة الواثق: ولا عاد تروح لأصحابك
"الأوكران"!
عوّدنا على مسألة "الأوكران"؟ وكنت قد اعتقدت أننا تجاوزنا تلك المسألة "الحائرة" في الحلقة الأولى!
وأتابع: إيش جاب موضوع الصحبة المفترضة مع "الأوكران"، وأنتِ غارقة في قراءة "روز اليوسف"؟
خلت أنها قرأت عنهن يسرحن ويمرحن - سياحة - في منتجعات شرم الشيخ والغردقة
... أحدث نفسي بنفسي .. لكنها، وبقدرتها الخارقة على قراءة أفكاري ... حتى
قبل أن أفكّر ... قاطعتني لكي لا تُتَرجمُ أفكاري كلماتٌ تلقيني في
الهاوية، قائلة ... اقرأ:
”
... شركتي توريد قمح فاسد للنائب العام:أحال ... وزير التجارة والصناعة شركتين من القطاع الخاص متهمتين بالتعامل
في القمح الفاسد إلى النائب العام للتحقيق معهما ... وذلك على خلفية ضبط
12،5 ألف طن قمح روسي تنبعث منها رائحة كريهة، وبها آثار إصابة حشرية وعدم
صلاحيتها للاستهلاك الآدمي." (
روز اليوسف، عدد 549، 16/5/2007، ص 1)
وأكملتْ: حتى لو فكرت بقضاء رمضان في أوكرانيا (بين الماء والخضرة والوجه
الحسن)، فلا أضمن أن الرائحة الكريهة لا تنبعث إلا من القمح الروسي!
قلت، يا سيدتي، روسيا غير ... وأوكرانيا غير ...!
فردّتْ، مبتسمة ... وكأنها تنوي على شيء لا تريد أن تفصح عنه فورا: حتى ... جدة غير!
فغيّرتْ الموضوع، والجريدة، وسألتْ: هالحين إذا بردنا في الشتاء، مو تصيبنا أنفلونزا؟
وببراءتي المعهودة أجيب: لكي تتقي شر الأنفلونزا ... تدفي، يا مره!
فقالت: إذن أنا للتو اكتشفت سبب إصابة الدجاج بأنفلونزا الطيور، وسوف أترشح لنيل جائزة نوبل في الطب! خذ، اقرأ:
"
مصادرة 44 ألف بنطلون، وأنابيب بوتاجاز:
كان مساعد أول وزير الداخلية ومدير مباحث التموين تلقى معلومات حول طرح
أنابيب البوتاجاز بأكثر من سعرها، وقيام بعض أصحاب مزارع الدواجن
باستخدامها في التدفئة، فأمر بضبط المخالفين ومصادرة الأنابيب، وتولت
النيابة التحقيق!
وفي سياق متصل ... تمت مصادرة 44 ألف بنطلون جينز، وقميص (بوسط البلد) ...." (
المصري اليوم، عدد 1067، 16/5/2007، ص 11)
وتابعتْ: مو لازم نأكل دجاج، لكن ما العمل حين تُصادرْ البنطلونات ... في رمضان ... في وسط البلد؟ خلاص، بطلنا رمضان في أم الدنيا!
لم تسعني الدنيا من الفرح بهذا القرار "السيادي"، فقلت: خيرا فعلتي، يا سيدتي؛ فرمضان في البيت أفضل من التسكع في "خان الخليلي"!
لا! جاء ردها حازما، وسريعا! بدلا من رمضان في "أم الدنيا"، ما رأيك في رمضان في "آخر الدنيا"؟
وأين هذه "آخر الدنيا"، اسأل بدهشة؟
أجابت: ألم تعد القراء في الحلقة الثانية بأنك ستتحدث عن الأطباء، ورواتب الأطباء بعد – بعد الحديث عن الطحين؟
نعم، وما دخل الأطباء ورواتبهم بموضوع "آخر الدنيا"؟ ولم تجيبي عن سؤالي السابق؟
آخر الدنيا، يا سيدي (تورطني بهذه "يا سيدي")، هي نيوزلندا!
ببساطة .. هكذا ... نيوزلندا؟ أراكِ تخلطين الحابل بالنابل، يا سيدتي!
قالت: وزيركم الكريم الذي زوّد رواتب أطباء الدنيا، كلها، غير السعوديين
... لم تصل أخباره إلى نيوزلندا! وبعدين، جماعة "أغاتي"، و "يابا"، و"يا
معوّد"، وبما أنكم لا تستطيعون استقطابهم من كربلاء والنجف، فلا ضير أن
تستقطبوهم من "آخر الدنيا"!
أنتِ، يا سيدتي، بكلامك هذا، ستورطين هذا العجوز في السياسة التي لا طاقة
لي عليها. أستأذنك بقيلولة لكي يستوعب عقلي الباطن ما "برمجتيه" في تصوري
"لغويا"!
فرأيت فيما يرى النائم خبرا ملفتا: الصينيون (في شنغهاي) يبنون مستشفى، ويؤثثوه، ويفتتحوه .... في ثلاثة أسابيع! (
هيرالد تربيون الدولية، 4 أغسطس 2006)
وبعدين مع هالأحلام؟